أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

ترجمة المؤلف

صفحة 42 - الجزء 1

  بعدي يكاد بها الإيمان ولياً من أهل بيتي، موكلاً يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله»⁣(⁣١).

  من أوائل الداعين إلى وحدة اليمن شمالاً وجنوباً:

  وقد سعى الإمام أحمد بن سليمان # بكل ما أوتي من قوة إلى توحيد اليمن شمالاً وجنوباً، ودعا إلى القضاء على الدويلات والمشيخات التي فصلت أجزاء الوطن اليمني، يقول المؤرخ المعاصر أحمد الشامي: «وكان يريد أن يوحّد اليمن ويقضي على الدويلات الطفيلية والمشيخات الجائرة، والسلطنات الطائفية، ولكن صرامته فيما يعتقده حقاً وصواباً وواجباً دينياً، قد حرّمت عليه التلاعب السياسي، والمبررات الماكرة، التي ربما تمكن بها من الوصول إلى تحقيق ما يريده ويهواه، لو كان ما يريده ويهواه الجاه والسلطان وحطام الدنيا من مال وخول، فقد أبى أن يولّي سلاطين الجور على بلدانهم، ليضمن طاعتهم وخضوعهم له، وبذل الأتاواة والخراج، وكان يتشدد في إجبارهم عن التخلّي، أو تنفيذ الحدود الشرعية فيهم إذا قارفوا إثماً، أو انتهكوا حرمة دينية كما صنع مع (فاتك) الزبيدي، وبعض السلاطين الأشراف.

  ولما أراد في سنة ٥٤٧ أن يزحف على (عدن) بقبائل (جنب) و (مذحج) وغيرهما بهدف توحيد اليمن شمالاً وجنوباً تآزر السلطانان في (صنعاء) و (عدن) من (آل حاتم) و (بني زُريع)، ضد الإمام، وبذلا أموالاً واسعة لتلك القبائل، وخذّلا عن مناصرة الإمام، وفشلت خطته


(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤.