داعية عدالة اجتماعية
  كما فشل بعده الملك عبدالنبي بن مهدي، عندما حاول القضاء على (بني زريع) في عدن عام ٥٦٨ هـ، وقد استنجدوا بالسلطان علي بن حاتم ونشبت بين الجميع حروب دامية مدمّرة طاحنة سبق أن أشرنا إليها وقلنا إنها مهدت السبيل للسلطان ابن أيوب (توران شاة) وسهلت له الإستيلاء على معظم اليمن في وقت قصير»(١).
داعية عدالة اجتماعية
  ويقول المؤرخ الشامي متحدثاً عن عدالة الإمام أحمد بن سليمان # الإجتماعية:
  «ولقد كان الإمام أحمد بن سليمان من دعاة بث العدالة الاجتماعية ونشرها، ومحاربة الثراء الفاحش القائم على الاحتكار، واستغلال الجاه والمنصب، وإقامة مجتمع إسلامي فاضل تسوده المساواة وحرية التفكير والتعبير في إطار مكارم الأخلاق، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر فيه العلماء وأهل الحل والعقد، وكان يكلّف العلماء والمفكرين بوعظ الناس وإرشادهم، ومناظرة وحوار من يخرجون عمّا يراه صواباً، وكان من أكابر من يعتمد عليه في ذلك القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ومناظراته مع علماء المطرفية بتوجيه من الإمام مشهورة، وكذلك مع علماء الأشاعرة، ولكنه كان شديد الوطأة على «الباطنية» والفجار والفساق، لا يحابي في ذلك ولا يجامل، وكان أحياناً ينكمش في هجرته على ضفاف (الخارد) ويشتغل بالزراعة، ولما ظهر الفساد في صعدة ولم
(١) تاريخ اليمن الفكري: ١/ ٤٦٦ - ٤٦٧.