أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

شعره #

صفحة 44 - الجزء 1

  يتمكن الأشراف بنو الهادي من إقامة الشريعة وتنفيذ أحكامها، وطلبوا منه النهوض إلى صعدة أجابهم وبعد أن أدّى رسالته عاد إلى الجوف، ولمّا حصلت بينه وبين السلطان حاتم المراسلة وجنحا إلى المصالحة والتقيا في بيت (الجالد) كانت شروط الإمام عليه هي منع الخطبة للباطنية في صنعاء، وإظهار مذهب الهادي، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعاد السلطان حاتم إلى (صنعاء) والإمام إلى (الجوف) سعيداً راضياً بأن (حاتم) قد نفذ الكثير مما تعاقدا عليه، والتفت إلى محاربة القرامطة والباطنية في (وادعة) وغيرها»⁣(⁣١).

شعره #

  وأما الشعر والأدب فله فيه الباع الطويل، والبيان الجزيل، وقد اقتطفت من شعره قصيدتين إحداهما قالها قبل بلوغه، وفيها طلب من الله تعالى أن يرزقه اليقين والتقوى وإكمال الفروض، وهي:

  إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي ... حباها به رب العباد اطمأنّت

  وماتت ولم تغلبه إن كان عاقلاً ... وعادت إلى التقوى وصامت وصلّت

  وإن هي لم تعط الذي حبيتْ به ... من الرزق أمست في الهموم وظلّت


(١) تاريخ اليمن الفكري: ٤٦٦.