من كتاب الظهار
  ١٦٩٨ - خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، أنه قال: في قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعنَ أَوْلَادَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[البقرة: ٢٣٣] قال: الرضاع سنتان. فما كان من رضاع في الحولين حرم، وما كان بعد الحولين فلا يحرم(١).
  دل هذان الخبران على أن الإرضاع بعد الحولين لا يحرم. وهو قول عامة أهل البيت #، وبه قال الشافعي، وأبو يوسف، ومحمد، وقال أبو حنيفة: مدة الرضاع ثلاثون شهراً، وحكي عن زفر أنه قال: ما استغني به عن الاغتذاء(٢) بغيره ولو كان ثلاث سنين.
  وجه قولنا: قول الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعنَ أَوْلَادَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[البقرة: ٢٣٣]، وقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعنَ أَوْلَادَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرضَاعةَ}(٣) يدل على أن الرضاع قد تم بالحولين.
  فإن قيل: أن الشيء إذا قارب التمام انطلق عليه اسم التمام، كما روي عن النبي ÷ أنه قال: من أدرك عرفة فقد أدرك حجه، وكما روي من رفع رأسه من السجدة الأخيرة فقد تمت صلاته.
= ٢/ ١١٣، ٧/ ٣١٩، ٤٦١، سنن ابن ماجة: ١/ ٦٢٦، مصنف عبدالرزاق: ٧/ ٤٦٤، الأحاديث المختارة: ٢/ ٣٠٤، المعجم الصغير: ٢/ ١٥٨.
(١) مجموع الإمام زيد بن علي #: (٣١٦).
(٢) في (أ): الغذا.
(٣) زيادة في (أ، ب): وقوله تعالى: {وفصاله في عامين}، وقول النبي ÷: «لارضاع بعد فصال»، وقول الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[البقرة: ٢٣٣] يدل على أن الرضاع قد تم بالحولين ... الخ.