من كتاب الهبات والصدقات
  ما تقدم من الأخبار، وما ورد أيضاً من الأخبار الواردة في الرقبى، والأخبار الواردة في العُمْرى عن النبي ÷ وعن علي # ليس فيها ذكر القبض، فإن قيل: روي عن النبي ÷ أنه قال: «مَالَكَ من مالِكَ إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت»(١) وقالوا: الإمضاء: هو القبض.
  قلنا: الإمضاء هو أن لا يتعقَّبه بالفسخ والارتجاع، ألا ترى أنه لو وهب وأقبض، ثم رجع واستردَّ ما وهب قبل استهلاك الموهوب لم تمضِ(٢) هبته، وهكذا إن باع واشترط الخيار، ثم أبطل الخيار.
  فإن قيل: روي عن أبي بكر أنه قال لعائشة: إني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقاً، وإنك لم تكوني [جذيتيه](٣)، وقبضتيه، وإنما هو مال الوارث(٤).
(١) أخرجه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ) ومسلم: ٤/ ٢٢٧٣، وابن حبان: ٢/ ٤٧٥، وفي المستدرك على الصحيحين: ٢/ ٥٨٢، ٤/ ٣٥٨، سنن الترمذي: ٤/ ٥٧٢، ٥/ ٤٤٧، السنن الكبرى: ٤/ ٩٩، مصنف ابن أبي شيبة: ٧/ ٨٠، معتصر المختصر: ٢/ ٢٩٩، مسند أحمد: ٤/ ٢٤، ٢٦.
(٢) في بقية النسخ (يمض) وفي (ب): تمض ..
(٣) في (أ): حزتيه.
(٤) أخرجه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ) وورد بلفظ مقارب في سنن البيهقي الكبرى: ٦/ ١٩٦، ١٧٨، موطأ مالك: ٢/ ٧٥٢، مصنف ابن أبي شيبة: ٤/ ٢٨١، مصنف عبد الرزاق: ٩/ ١٠١، شرح معاني الآثار: ٤/ ٨٨، ٣٨٠، وانظر الرواية بتمامها في (أنوار التمام) الملحق بـ (الاعتصام): ٤/ ٢١٠.