[في قبض روح النبي ÷ وتعزينة أهل بيته]
  فقال رسول اللّه ÷: أجدني مغموماً، وأجدني يا رسول اللّه مكروباً.
  فاستأذن مَلَك الموت على الباب، فقال جبريل #: يا أحمد، هذا مَلَك الموت يستأذن عليك، وما استأذن على آدميّ قبلك، ولايستأذن على آدميّ بعدك.
  فقال له النبيّ ÷: ائذن له يا جبريل.
  فأذن له جبريل #، فأقبل حتى وقف بين يدي رسول اللّه ÷، فقال: يا أحمد، إنّ اللّه أرسلني إليك وأمرني أنْ أطيعك فيما أمرتني، فإنْ أمرتني بقبض نفسك قبضتُها، وإنْ كرهتَ تركتُها.
  فقال رسول اللّه ÷: وتفعل ذلك، يا مَلَك الموت؟
  قال: بذلك أمرت أن أفعل مهما أمرتَني.
  فقال له جبريل #: يا أحمد، إنّ اللّه اشتاق إلى لقائك.
  فقال له رسول اللّه ÷: يا مَلَك الموت، امض لما أمرتَ به.
  فقال جبريل #: يا أحمد، هذا آخر وطئي من الأرض، إنّما كنتَ حاجتي من الدنيا.
  فلمّا توفّي رسول اللّه ÷ وجاءت التعزية أتاهم آتٍ يسمعون حسّه ولايرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[آل عمران: ١٨٥]، إنّ في اللّه عزاءً من كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ هالك، ودَرَكاً من كلّ ما فات، فباللّه فَثِقُوا، وإيّاه فارجوا، وإنّ المصاب من حُرِم الثواب، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
  قال جعفر #: فأخبرني أبي # أنّ عليّ بن أبي طالب # قال: أتدرون مَن