[مقدمة المؤلف]
  إلاّ أن الله - وله المنُّ - مَنَّ علينا بالاتصال إلى مشائخ أعلام كرام، هم نجومُ سماء الإسلام، وحرسةُ الكتاب وسُنّةِ سيد الأنام، اقتبستُ لمحةً من ضياء أنوارهم، واغترفتُ غرفة من معين أنهارهم، ووقع لي السَّماعُ عليهم في فنونِ العلمِ من الأُصولين والآلةِ: نحوٍ وتصريفٍ ومعانٍ وبيانٍ وبديعٍ ومنطقٍ ومتنِ اللُّغةِ.
  وفي الحديث والتفسير وعلوم المعاملة، وفروع الفقه والفرائض، والتواريخ والسِّيَر.
  وأجازوا لي إجازاتٍ خاصة وعامَّة ¤، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء -.
  فرجَّحتُ الإجابة وعَدَمَ الإمتناع، على قصر الباع وقِلَّةِ المتاع، امتثالاً لما وَرَدَ في السُّنة والقرآن، من تحتّم التبليغ والتبيان، والوعيد على الكتمان، وإجلالاً لأمثال قوله جلَّ وعلا: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢].
  فأقول وبالله التوفيق، وأستمدُّ منه التسديد والهداية إلى أقوم طريق: قد أجزتُه أن يرويَ عني جميع ما صحّت لي روايتهُ، وما ثَبَتَ له عني من روايةٍ ودراية وتأليف.