[أمالي الإمام أحمد بن عيسى (ع)]
  أهل البيت $ وهذا الكتاب من أقدم كتب علماء الإسلام؛ فإنه سمع على مؤلفه عام (٢٥٦ هـ)، وهو العام الذي مات فيه البخاري محمد بن إسماعيل الجعفي، وتوفي مسلم بن الحجاج بعده بست سنين، وبقي شيخ الإسلام محمد بن منصور إلى نيف وتسعين، فقد بارك الله في عمره، وانتفع به المسلمون، ببركة ملازمته لآل محمد À وما يُحْكى عنه من قبول المجهول لم يثبت، هكذا قرره بعض علمائنا.
  والذي يظهر لي أن مستند الرواية عنه ما في بعض أسانيده عن رجل أو نحوه، وهو مأخذ غير صحيح، فإن ذلك لا يستلزم أن لا يكون معلوماً لديه، ولعلّه لم يسمّه لمقصد صالح، ثم إنه لو فرض أنه مجهول لديه فلم يصرّح بقبوله، ولم يلتزم الصحيح فيما رواه في الكتاب، وإنما القصد الجمع لما روي بأي طريق، وإن كان المقصود والأغلب فيها هو روايات آل محمد $ وما كان عن غيرهم فعلى سبيل المتابعة والاستشهاد، فالعمدة على الناظر في أخذ ما صحّ، وطرح ما لم يترجح، والله ولي التوفيق.