[من كتاب الشافي]
  غير فئة منيعة، ورام التحصن من البرهان بأخلاقه الرقيعة، فكان كالباني على جرفٍ هار، والهارب من الرمضاء إلى النار.
  وصلى الله على المبعوث من أطيب جرثومة، وأشرف أرومة، وأكرم خؤلة وعمومة، نبي الرحمة، وسراج الظلمة، وأب الطاهرين الأئمة، أيده الله بالأدلة الظاهرة، والمعجزات الباهرة، فبلّغ الرسالة، وأوضح الدلالة، وطمس الجهالة، وأيقظ من الغفلة والسِّنَة، ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان أول من أجابه من الرجال ابن عمه، وكاشف كربه، وفارج همّه، ليث دولته الواثب، ونجم دعوته الثاقب، وسيف صولته القاضب، وسهم نحلته الصائب، علي بن أبي طالب، فاستوزره وآخاه، وقرّبه واجتباه، فهو الوصي والوارث، والدافع للكارث.
  كان إذا أَرْتَجَ العدُوُّ على الإسـ .... ـلام باباً دعاه يَفْتَحُ به
  خليفةُ الله في بريته .... وهو شريكُ النبي في نسبه
  إلى قوله: نام على الفراش فادياً له بمهجته ليلة الغار ... إلى قوله: وتعرّض للشهادة في موطن بعد موطن، البطين الأنزع، والليث الأروع، والشجاع الأقرع، والسمّ المنقع.