47 - ومنهم: أحمد بن محمد السري الكوفي
  الضبي النيسابوري المعروف بابن البيع، الحافظ الكبير، إمام المحدثين في زمانه، وصاحب التصانيف العظيمة العجيبة، كالمستدرك على الصحيحين، ولم يكن في عصره من يدانيه ولا يقاربه في علم الحديث، حتى قال فيه بعضهم: ختم هذا العلم بالحاكم، وكان متظاهرا ببغض معاوية وذويه، وهو في ثورة النصب وبين أهله، حتى أخربت الكرامية موضع إملائه لذلك، ولماصنف كتاب المستدرك وشحنه بفضائل الوصي وغيره من أهل البيت، كحديث الطير، والغدير، والمنزلة، اشتدت عليه عداوة الناصبه، واكفهرت عليه وجوهها العاملة الناصبة، حتى قال فيه أبو إسماعيل الأنصاري: هو إمام ثقة في الحديث رافضي خبيث. وقال الأرموي: جمع الحاكم أحاديث زعم أنها صحاح على شرط الشيخين منها حديث الطير وحديث «من كنت مولاه» فأنكر عليه. قال الذهبي: أما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا وقد أفردتها في مصنف.
  قلت: وقد أفردها الحاكم في مصنف. قال: وأما حديث «من كنت مولاه» فله طرق جيدة. قال مولانا عز الدين محمد بن إبراهيم: طرق هذا الحديث مائة وخمسون طريقا، لكن لم يحفظ ذلك من حفاظ الحديث إلا الأفراد.