الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

أبواب الطهارة

صفحة 250 - الجزء 1

  كانت طريق الماء إلى البساتين. وهذه رواية الواقدي وغيره، فإنهم قالوا: إن هذه البئر كان يسقى منها الزرع والبساتين، فهي عندهم قناة يجري فيها الماء، وقال في أصول الأحكام: كانت لها عيون تغلب. وقيل: كانت واقفة، وأن ذلك نقل الأثبات في صفتها. وأن الواقدي لا يحتج بروايته. قالوا: وعلى تقدير صحة ذلك فيكون معناه يسقي منها بالدلو والناضح.

  قلت: فقد اتفق أهل هذين القولين على الكثرة وسلامة الأوصاف، وإن اختلفوا في كونها جارية أو واقفة، وعموم لفظ الماء يشمل الجاري والراكد، فلا يصح تخصيصه بالأول بلا دليل، كما هو مذهب الحنفية، قالوا: والمراد بالعورة في تقدير ماء البئر يعني دون الفرج بقليل، وكأنها كانت تنقص شبرا أو نحوه، ا وإنما قدرها أبو داود بردائه، وسأل عنها قتيبة ليعلم أنها كثيرة جدا.

  والمقصود أن بعض الحنفية يقولون: إذا كان الماء غير جار ووقعت فيه نجاسة، فإن كانت بحيث لو حرك أحد طرفيه تحرك الآخر، فهو نجس كله - كما يأتي - وإلا فطاهر.

  وهذه البئر كانت دون هذا، فمعلوم أنه إذا حرك أحد طرفيها تحرك الآخر.

  وقد صح أن النبي ÷ توضأ منها، وكانت النجاسات تقع فيها، وذلك يرد قول هؤلاء، فهذا مقصود أبي داود وقتيبة كما ذكراه، ولهذا قال: سألت الذي فتح لي هل غير بناؤها عما كان في زمن النبي ÷؟