أبواب الطهارة
  فقال: لا. وقوله: رأيت فيها ماء متغير اللون، هذا التغير كان بطول المكث أو نحوه، أو من أصلها، لابنجاسة. ثم إن هذا صفة مائها في زمن أبي داود، ولا يلزم منه أن يكون صفتها كذلك في زمن النبي ÷، ولعله قل استعمالها، وتغير ماؤها.
  وهذا الحديث عام خص منه المتغير بنجاسة، فإنه ينجس بالإجماع، وخص منه أيضا ما دون القلتين إذا لاقته نجاسة، على قول الناصر والمنصور والشافعي وأحمد.
  وقوله أتتوضأ - بتائين مثناتين من فوق - خطاب للنبي ÷، وقد صحفه بعضهم بالنون، و استبعد كون النبي ÷ توضأ منها، وهو غلط فاحش. وفي بعض روايات هذا الحديث: «تلقى فيها الحيض» - بكسر الحاء وفتح الياء - جمع حيضة - بكسر الحاء - وهي الخرقة التي تحتشي بها المرأة، وفي رواية لأبي داود: «وعذر الناس» - بفتح العين وكسر الذال - اسم جنس للعذرة، وضبط أيضا بكسر العين وفتح الذال كمعدة ومعد وكلاهما صحيح، فأما ضم العين فيها فتصحيف، وفي رواية: «وفيها ماينجي الناس والمحايض». وهو بياء مثناة من تحت، مضمومة ثم نون ساكنة ثم جيم، و «الناس» برفع السين على الفاعلية، يقال: أنجى الرجل إذا أحدث، ويحتمل ألا يكون فيه حذف، ويؤيده رواية من روى: