[معاناة الزيدية أيام الدولتين الأموية والعباسية]
  وأنكروا ما ارتكبوه من منكرات الأقوال والأفعال، وتفويضهم أمور المسلمين إلى الجبابرة العمال، إذ كان رأيهم $ الخروج على الظالمين وعدم المداهنة في أمر الدين، سيما لمن فحش جوره، وعدا في الطغيان طَوْره، كأبي الدوانيق فإنه كان اللؤم والجور حشو أثوابه، والسَّفك والغدر مقيَمْين ببابه، وهو أول من فَرَّق شمل بني هاشم بعد اجتماعه، وهَدَّم منار ألفتهم بعد ارتفاعه، ونال من العترة الزكية وشيعتهم كل منال، وقتل منهم خلقاً كثيرا وجماً غفيراً بالسيوف والحبوس والسموم وبناء الأساطين وغير ذلك، إنه كان عالياً من المسرفين، وتبعه في ذلك جميع أقاربه وعماله وأجناده، وكل من ولي الخلافة بعده من أبنائه وأحفاده وأهل سواده، فإنهم تَتَبَّعوهم قّتْلًا وأسراً وتطريداً، وعذبوهم في الحبوس المُظلمة عذاباً شديداً، حتى كانوا لا يعرفون أوقات الصلوات الخمس إلا بفراغ الأوْرَاد، ونَكَوْهم النِّكْاية