[مقدمة المؤلف]
  الباعثُ لمحمد ÷ ومن أرسل قبله من رسول، لتعريف ألطاف لا تهتدي إليها العقول، المظهر عليهم المعجزات الباهرة، والآيات البينة الظاهرة، الباعث لهم إما بشريعة مبتدأة أو مُعَادة، أو ناسخة مغيِّرة بنقصان أو زيادة. الصادق في الوعد والوعيد، {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}[ق]، الغفار لمن استغفره، التواب على من تاب، {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}[غافر: ٣]، الناهي عن الأطماع الفارغة والقنوط، الموجب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروط، الآمر لملائكته بنشر الدواوين ونصب الموازين، يوم مفاجأة الطامة الكبرى والنبأ العظيم، و هول المُطَّلَع وشدة الفزع والجواز على الصراط المستقيم، ذلك يوم التغابن وفصلِ القضاء، والملائكة حافون من حول العرش {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الانبياء: ٢٨].
  والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على نبيه محمد المصطفى، الذي جعل للنبوة ختاماً، ورفع له في الدارين ألوية وأعلاماً، وَوَعَده يوم القيامة مقاماً محموداً فيالك مقاماً، وجعله للنبيين سيداً وللمتقين إماماً، وآتاه الفضيلة والوسيلة ولقَّاء تحية من عنده وسلاماً، وبعثه بالحق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأنزل عليه الفرقان الذي لو اجتمع الثقلان على أن