مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

مقتل عثمان

صفحة 291 - الجزء 1


= جاهلنا، وثبَّتَّ عالمنا، وأقرأتنا القرآن، وفقهتنا في الدين؛ فنعم أخو الإسلام أنت، ونعم الخليل، ثم ودعوه وانصرفوا.

وقد ابن مسعود المدينة ليلة الجمعة، فلما علم عثمان بدخوله، قال: أيها الناس إنه قدم عليكم الليلة دويبة سوء من يمشي على طعامه يقيء ويسلح، فقال ابن مسعود: لست كذلك ولكني صاحب رسول الله ÷ يوم بدر، وصاحبه يوم أحد، وصاحبه يوم بيعة الرضوان، وصاحبه يوم الخندق، وصاحبه يوم حنين.

وصاحت عائشة: أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله ÷؛ فقال عثمان: اسكتي، ثم قال لعبدالله بن زمعة بن المطلب: أخرجه إخراجاً عنيفاً، فأخذه ابن زمعة فاحتمله حتى جاء به باب المسجد، فضرب به الأرض، فكسر ضلعاً من أضلاعه، فقال ابن مسعود: قتلني ابن زمعة الكافر، بأمر عثمان، وفي رواية أخرى: أن فاعل ذلك يحموم مولى عثمان، وأنه لما احتمله ورجلاه تختلفان على عنقه قال له ابن مسعود: أنشدك الله ألا تخرجني من مسجد خليلي ÷.

ولما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائداً، فقال: ما تشتكي؟ فقال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال: ألا أدعو لك طبيباً؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا آمر لك بعطائك؟ قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطينيه وأنا مستغن عنه. قال: يكون لولدك. قال: رزقهم على الله تعالى. قال: استغفر لي يا أبا عبد الرحمن. قال: أسأل الله أن يأخذ لي منك حقي.

فلما حضره الموت قال: من يتقبل مني وصية أوصيه بها على ما فيها؟ فسكت القوم وعرفوا الذي يريد، فأعادها، فقال عمار بن ياسر: أنا أقبلها، فقال ابن مسعود: ألاَّ يصلي عليَّ عثمان، قال: ذلك لك.

فيقال أنه لما دفن جاء عثمان منكراً لذلك، فقال له قائل: إن عماراً ولي الأمر، فقال لعمار: ما حملك على أن لم تؤذني؟ فقال: عَهِد إليَّ أن لا أؤذنك.

انظر: ابن أبي الحديد شرحالنهج (٣/ ٣٢ - ٣٥) الغدير (٩/ ٣ - ٥) ومصادره.

وقد ذكر ابن أبي الحديد أيضاً قصة أخرى في ضرب ابن مسعود (٣/ ٣٤) قال: وقد روى محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي: أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطاً في دفنه أبا ذر.