الرسالة المدنية
  رسول اللّه ÷، وكان وصيُّة في أمته، وخليفته على شريعته، فإذا ثبت عنه شيء فاشدد يدك به، فإنك لن تضل ما اتبعت علياً ~ وسلامه.
  * وكتبت تسألني عن أهل بيتي وعن اختلافهم. فاعلم يرحمك اللّه تعالى أن أهل بيتي فيهم المصيب وفيهم المخطيء، غير أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم، فلا يصرفك عنهم الجاهلون، ولا يزهدك فيهم الذي لا يعلمون، وإذا رأيت الرجل منصرفاً عن هدينا، زاهداً في علمنا، راغباً عن مودتنا، فقد ضل ولا شك عن الحق، وهو من المبطلين الضالين، وإذا ضل الناس عن الحق، لم تكن الهداة إلا منا، فهذا قولي يرحمك اللّه تعالى في أهل بيتي.
  * وكتبت تسألني عن الذين اعتزلوا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، ولم يقاتلوا معه، ولم يقاتلوه. والذي أختاره لنفسي ومن أطاعني فيهم من أمتنا، أن القوم لم يكن لهم في الحق بصيرة فارتابوا فيه، فتركهم أمير المؤمنين # في ريبهم يترددون، وعلى شكهم يقيمون، وحرمهم عطاء المحقين في الدنيا أيام حياته، فهذا عافاك اللّه تعالى قولي في المرتابين، الشاكين، الذين قعدوا عن أمير المؤمنين سلام اللّه عليه.
  فأما حزب أمير المؤمنين، فلا شك في أمرهم، هم حزب اللّه، وحزب رسول اللّه ÷(١).
  * وكتبت تسألني عن حالي، فأنا يوم كتبت إليك مفتقر إلى اللّه تعالى أدعوه وأسأله أن يلحقني بآبائي الشهداء المرزوقين، لزهدي في الدنيا.
(١) يمكن أن تقرأ كلمة (حرب) بوجهين:
الوجه الأول: عل ىما أثبتناه هنا بالراء المعجمة.
الوجه الثاني: بالراء المهملة فتكون من المحاربة.