(1) تفسير آيات من كتاب الله تعالى
  ثم افتتح بعد أسمائه الحسنى ما وصف به نفسه من الإلهية فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}، يقول الشكر لله على عباده بما أنعم عليهم، وشكرُهم إياه وحمدهم إياه، طاعتهم إياه فيما أمرهم به ونهاهم عنه.
  والكلمة جامعة لكل طاعة ونعمة؛ لأن الحمد شكر على النعم، فالنعم كلها من الله تعالى، والشكر واجب على الطاعة كلها لأنها بالله كانت فهو أهل أن لا يعصى ولا ينسى.
  {رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}: يقول: الحمد لله: لمولى العالمين، والرب هو: المولى، والعالمين: أهل السماوات والأرض وجميع ما خلق الله تعالى من خلقه، وواحد العالمين عالَم يقول: فليس لرب العالمين شريك.
  وأنشد الإمام زيد بن علي @ قول الشاعر حيث يقول:
  ما إن رأيتُ ولا سمعتُ ... بمثلِهمْ في العالمِينَا
  قال الإمام زيد بن علي - عليه وعلى آبائه السلام -: وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «لله أربعة عشر ألف عالم الجن والإنس منها عالم واحد».
  ثم عاد إلى أسمائه الحسنى فقال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣}، يقول: رب العالمين هو الرحمن الرحيم.
  {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}: أي هو يملك يوم الدين، كما هو اليوم رب العالمين، يخبر أن الدنيا والآخرة له، وهو ملكهما لا غيره.