(1) تفسير آيات من كتاب الله تعالى
  والدين: الجزاء يوم يدان الناس بعضهم من بعض ويجازيهم بما كانوا يعملون، وإنما أخبرنا أنه يدين بعض الخلائق من بعض يخوفهم بذلك ويحذرهم ليزدجروا ويحذروا، وقد يقال في الأمثال: كما تدين تدان.
  ثم أمر عباده بالإخلاص، فقال قولوا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}، إياك نعبد لا نعبد غيرك، ومعنى نعبد نطيع ونتعبد ونصلي ونوحد.
  وإياك نستعين على عبادتك؛ فأمرهم تبارك وتعالى أن يستعينوا به فيما يتعبدهم في كل أمورهم؛ لأنهم لا ينالون خيراً إلا بالله تعالى.
  وقد كان الكفار يستعينون بآلهتهم التي كانوا يعبدون من دون الله تعالى، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يخلصوا ذلك له.
  {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}: أمرهم أن يسألوه الهدى والاستقامة، وهما: الصواب في كل قول وعمل.
  الصراط: السبيل المنهاج الواضح، وأنشد الشاعر(١):
  أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوج الموارد مستقيم
  وقال آخر:
  يصدُّ عن نهج الصراط القاصد
  والصراط المستقيم: يستقيم بأهله إلى النجاة والهدى والجنة.
  ثم قال ø ليبين لعباده أي صراط يسألوه الهداية إليه، فقال: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} بالإيمان بك من النبيين والرسل والشهداء والصالحين.
(١) هو جرير.