مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حول الإرجاء وحديث سورة الصمد]

صفحة 176 - الجزء 1

  بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}⁣[النساء/١٢٣]، وغير ذلك كثير.

  إذا تقرر هذا: فيجب حمل ما روي عن بعضهم عليه، وتأويله ورده إليه، بأي وجه من الوجوه، فمثل دعاء على بن الحسين #: اللّهم إن تشاء تعذبنا فبعدلك، وإن تشاء تعفو عنا فبفضلك، يحمل على التأدب، وأن المعنى أنك لو شئت أن تعذب ولا تقبل⁣(⁣١) التوبة، أو تعذب على الصغيرة لكان عدلاً، لأن ذلك من اللّه تعالى تفضل، وهذا معنى كون العبد تحت المشيئة، لكنك لم تشأ ذلك بما وعدت، مع أن لزين العابدين # من الصرائح ما هو مشهور، مثل قوله #: (فالويل الدائم لمن جنح عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الأشقى لمن اغتر بك، ما أكثر تصرفه في عذابك، وما أطول تردده في عقابك، وما أبعد غايته من الفرج، وما أقنطه عن سهولة المخرج).

  ومثل حديث: «من قرأ قل هو اللّه أحد ... الخ» مع كونه ظنياً لا يعمل به في مسائل الأصول إلا مؤيداً لغيره من القواطع، يمكن تأويله بأن المعنى من رأى في رفاقته من أهل الكبائر أخرجه عن مرافقته في حال الجواز على الصراط عند الاطلاع على النار، لأنه في سياقه، والمقصود الطريق الموصلة إلى الجنة، وقوله: «بذنب غير شرك» لأن المشرك لا يطمع في مرافقته من أول وهلة، ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}⁣[الحديد/١٣]، ونحو ذلك من


(١) هذا بناء على أن قبول التوبة تفضل وفيه نزاع بين أهل الكلام كما حقق في محله من الأصول، واللّه ولي التوفيق. تمت عن المولى الحجة مجد الدين المؤيدي #.