[نص السؤال حول مسألة الإمامة]
  وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النساء/٥٩]، نص فيهم لا يحتمل غيرهم إلا على كلام الأشاعرة المجانبين لمذهب العترة الطاهرة، الذين يوجبون طاعة الفاسق والمفضول، وهم محجوجون بأن من لم تقبل شهادته في بصلة كيف يؤتمن على رقاب المسلمين وأديانهم، وكيف يصح توليته مع قوله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء}[الممتحنة/١].
  قال جار الله الزمخشري في كشافه ¥: والمراد بذلك أمراء الحق، لأن أمراء الجور الله ورسوله بريئان منهم، فلا يعطفون على الله ورسوله في وجوب الطاعة.
  وأما الأدلة على إمامة أمير المؤمنين علي #: فقد طبقت الآفاق، وامتلأت بها بطون الأوراق، وسارت مسير شمس النهار على الإطلاق، كما قيل: ما أقول في رجل كتم أعداؤه مناقبه بغضاً وحنقاً، وكتم أولياؤه مناقبه خوفاً وفرقاً، فظهر ما بين الكتمين، ما ملأ الخافقين.
  وكما قيل:
  ولو لم يكن نص لقدمه الفضل
  وهو الأمر الذي قدمنا أنهم اعتبروا الفضائل، لكن أقل ما يعلم - لمن لم يمارس الكتب ويراجع الأدلة - أن يفيد التواتر المعنوي، وإلا فمثل {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} وما تواتر في سبب نزولها تصريح بالإمامة، وأي تصريح أبلغ مما في حديث غدير خم المروي بكذا كذا من الطرق الصحاح، والتأويل له بغير الإمامة تمحل وتعسف ودَخَل.