[نص السؤال حول مسألة الإمامة]
  معظم ما هناك أنه يجب حمله على جميع معانيه التي تصح ومن جملتها الإمامة، كما هي القاعدة الأصولية في المشترك، وإلا كان إبطالاً لبعض المدلولات بغير دليل، وذلك لا يجوز في كلام الحكيم.
  دع عنك مئين من السنة واردة من طريق الموالف والمخالف، فيها المتواتر والمستفيض وغيرها، وكذلك كثير من آيات الكتاب العزيز، فليأت معارضوه بالأقل من ذلك، لا يجدون إليه سبيلاً.
  وكذلك قوله ÷: «وأبوهما خير منهما»، بعد قوله: «إمامان قاما أو قعدا»، مفيد للإمامة صريحاً، وإلا كان كلام الرسول ÷ متنافراً لاحقاً بكلام بعض جفاة الأعراب، إذ يصير معناه: هو خير منهما فيما عدا الإمامة وهما الإمامان.
  ومن المعلوم قطعاً: أنهما لم يدعيا ذلك في حياته، وهو وهم أهل الإجماع في ذلك العصر، ثم كيف يكون خيراً منهما والإمامة في غيره، مع قوله ÷ «من ولى والياً وهو يعلم أن غيره خير منه فقد خان الله في أرضه».
  ثم إن التأويل تأويلان:
  تأويل مقبول: وهو تأويل ما خالف القواطع من العقل والكتاب، وذلك مثل تأويل ما تشبثت به المجسمة والقدرية وغيرهم من الفرق الضالة، فإنه يجب تأويل ما تشبثوا به ورده إلى المحكم، وذلك لوجود الملجئ وهو مخالفة القطعي.