مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

المقدمة

صفحة 494 - الجزء 1

  قال الإمام زين العابدين #: والله إني لأرجو أن يَعطيَ اللهُ للمحسن منا أجرين، وأخاف أن يجعل على المسيء منا وزرين.

  وعن الحسن المثنى # أنه قال لرجل ممن يغلو: ويحكم أحبونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا، فقال: له رجل إنكم ذو قرابة من رسول الله ÷ وأهل بيته، فقال: ويحكم لو كان الله نافعاً بقرابة من رسول الله ÷ بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه، والله إني أخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يُوتى المحسنُ منا أجره مرتين.

  وقال بعض العلماء: الحسنة من الناس حسنه وهي من أهل البيت أحسن والسيئة من الناس سيئه وهي من أهل البيت أشين.

  وقال العلامة الزمخشري: إنما قَبُح من عامة الناس كان أقبح من خاصتهم وأقبح، لأن زيادة قبح المعصية تتبع زيادة الفضل وزيادة المرتبة وزيادة النعمة، وليس لأحد من الناس مثل فضل أهل بيت رسول صلى الله عيه وآله وسلم وذريتهم، ولا على أحد منهم مثل ما لله عليهم من النعمة. انتهى.

  ولله در الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ¥ إذ قال: من قصيدة له في تذكير أبناء فاطمة & وتشحيذ هممهم للاستقامة والصلاح:

  إذا ما رأيت الفاطمي تمردا ... أقام على كسب المعاصي وأخلدا

  فذاك الذي لما اكتسى ثوب عزةٍ ... تبدل أثواب الدناءة وارتدى

  فياسؤتا للفاطمي إذا أتى ... أسير المعاصي يوم يلقى محمدا