المقدمة
  فلو لم يكن إلا الحياء عقوبة ... ولم يخش أن يَصلى الجحيم مخلدا
  لكان له - واللهِ - أعظم وازع ... من النكر والفحشاء كهلاً وأمردا
  فقل لبني الزهراء إن محمداً ... بنى لكمُ بيت التقاء وشيدا
  وإن أباكم حيدرٌ بعده الذي ... حَماه وقد قامت إلى هدمهِ العدى
  فلا تهدموا بنيان والدكم وقد ... تحسى أبوكم دونه جُرَع الردى
  فشر فتىً في العالمين فتىً أتى ... وقد أصلحت كفا أبيه فأفسدا
  فلينطر ناظر، وليستبصر مستبصر، وليكونوا عند توثيق الله تعالى لهم، واصطفائهم إياهم، ولْيكونوا عند حسن ظن كل مؤمن ومؤمنه قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال/٢]، وقال تعالى {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[البقرة/١٣٨]، وقال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج] صدق الله العظيم.
  كان رسول الله ÷ يصلي ولجوفه أزيز كأزيز الِمْرجل من خوف الله تعالى والخشوع له، ويقوم في عبادة الله تعالى حتى تتورم قدماه، ويذكر الله تعالى في كل وقت من أوقاته في الليل والنهار، وهو مَنْ غَفَرَ الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ÷.
  ويروى عن الإمام السبط الحسن بن علي @ قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم بأسمائهم وتكثر الدعاء لهم. انتهى.