مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

المقدمة

صفحة 497 - الجزء 1

  اللفاع حَياءَ من أبيها فقال: ما كان حاجتك فسكتت مرتين فقلت أنا والله أحدثك يا رسول الله إن هذه جرت عندي بالرحا حتى أثرت في يدها واسقت بالقربة حتى أثرت في نحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وبلغنا أنه أتاك رقيق وخدم فقلت لها سليه خادماً فقال: «ألا أدلكما على خير مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم يخدمكما».

  وهذا عبد الله ووليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من يدور الحق والقرآن معه حيث دار، أخو رسول الله ÷ في الدنيا والآخرة، وأقرب الناس منه، وأحبهم إليه، الصّوام القوام، المجاهد الكبير، حامل ألوية النصر النبوية، يضرب أروع الأمثال في الزهد والتقشف والعبادة، ويأكل الجشب، ويلبس الخشن، وها هو في محرابه يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري أإليّ تعرضت، أم إليّ تشوقت، هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثاً لا رجعت فيها، فعمرك قصير، وخطرك حقير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.

  وعن عبدالله بن عباس في قوله تعالى {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} قال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة $، وكان علي يصلي ثلثي الليل الأخير، وينام الثلث الأول، فإذا كان السحر جلس في الاستغفار والدعاء، وكان ورده في كل ليلة سبعين ركعة يختم فيها القرآن.

  وهذا سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب رضوان الله وسلامه عليه، مَن