المقدمة
  قُطِّعَ جسمه، وفُقِئت عيناه، وجُدع أنفُه في سبيل الله تعالى، ومن أجل الله، ولنصر دين الله.
  وهذا أبو المساكين جعفر الطيار رضوان الله وسلامه عليه من قطعت يداه من أجل الله، وفي سبيل الله، فأبدله الله تعالى عنهما جناحين يطير بهما في الجنة.
  وهذا أبو الشهداء الأتقياء الأصفياء الإمام السبط الشهيد الحسن بن علي @، مَن له هيبة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وسؤدده وحلمه، إذا قام إلى الوضوء اصفر لونه وانتقع، وقال: علمتُ أني قمتُ للتهيؤ لخطاب ملك الملوك، فأرتعدت لهيبته، ويحج أكثر من عشرين موسماً ماشياً على الأقدام، قاسم الله تعالى في ماله ثلاث مرات، ويخرج من ماله مرتين لله تعالى.
  وهذا الشهيد أبو الشهداء والأتقياء والأصفياء الإمام السبط الحسين بن علي @، من أنحله رسول الله ÷ جرأته وجوده، وأولاه المحبة والرضا، يحج خمساً وعشرين حجة ماشياً على قدميه، لا يُرى في النهار إلا صائماً، ولا يُعهد في الليل إلا قائماً، ومسارعاً إلى طاعة ربه ø، سبّاقاً إلى كل فضيلة، مُعيناً لمن استعان به، مُؤثراً للآخرين على نفسه، وصولاً للرحم، حامياً للحمى، وقوراً صبوراً، لا يخاف في الله لومة لائم، وها هو كان يعول مئات العوائل والأيتام بالمدينة المنورة، وها هو يبذل روحه الطاهرة، ودمه الزكي، وجسده الطاهر، ويفوز بالشهادة، وبنوه وذووه وناصروه، ويتعرض حُرَمُهُ وحُرَمُ رسول الله ÷ لأقسى وأعتى وأعنف وأظلم وأطغى وأروع ما عرفه التاريخ البشري، حتى صارت ثورته المقدسة سراجاً وهاجاً للثائرين في سبيل الله