مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

المقدمة

صفحة 499 - الجزء 1

  تعالى على طول الليالي والأيام، وتعاقب السنون والقرون في مشارقها ومغاربها.

  وهذا ابنه زين العابدين علي بن الحسين @ يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وهو أحد البكائين في مرضاة الله تعالى، يقع الحريق في بيته وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله، النار النار، فما رفع رأسه، فقيل له في ذلك لما رفع رأسه فقال: ألهتني عنها النار الكبرى.

  قال: الباقر رضوان الله وسلامه عليه كان أبي علي بن الحسين @ إذا حظرتِ الصلاةُ يقشعر جلده، ويصفر لونه، وترتعد فرائصُهُ، ويقف تحت السماء ودموعه على خديه، ويقول: لو يعلم العبدُ من يناجي ما انفتل - أي ما خرج من صلاته -.

  ولما توفاه الله تعالى إلى رضوانه وجد الغاسلُ على ظهره الشريف وبين جنبيه ثفنات كثفنات البعير، وقد أثر الحبل على رقبته الشريفة مما كان يحمل على ظهره من الطعام للمساكين بالمدينة المنورة، ولما مات أعوزت بيوتٌ كثيرةٌ كانت لا تدري من أين يأتيها الطعام.

  وهذا ابنه الباقر يبقر العلم بقراً، وينشر العلم للعالمين، أبلغه جَّده رسول الله ÷ السلام مع جابر بن عبد الله ®.

  وهذا زيدٌ أخوه الإمام، أعلم خلق الله بكتاب الله تعالى، الشهيد السعيد، حليف القرآن، العابد الزاهد، العالم المجاهد، الذي صدق ما عاهد الله عليه، إذا قُرِأَ عليه آي القرآن الكريم خَرَّ مغشياً عليه.