المقدمة
  والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
  وإنني لأهيب بكل ذي لب لبيب، من كل بعيد وقريب، ومن جميع المسلمين والمسلمات، أن يقتفوا تلك الآثار المقدسة، والأعمال المبرورة، والمساعي المشكورة المذكورة، بأحرف من نور، على مر الدهور، من رضوان الله سبحانه وتعالى ومحبته وتقواه، ومراقبته في السر والعلن، وفي السراء والضراء، وأهيب بكل عاقل عموماً وخصوصاً، أن يربأوا بأنفسهم العزيزة الكريمة عن السقوط في حبائل الشيطان، ومزالق العصيان، فيؤدي بهم إلى مستنقعات الرذيلة، ومحقرات الذنوب، وقاذورات الأعمال والأقوال، وأن يباعدوا أنفسهم وأعراضهم وكراماتهم ودينهم وأهاليهم وأولادهم وذويهم، ومن أمكن من الناس، عن الرذائل والقبائح، والخلق الذميم، والسلوك المشين، الذي يهدم الدين، ويحطم اليقين، ويغضب الله رب العالمين، ويؤدي إلى العذاب المهين في الدنيا والآخرة.
  اللهم جنبنا مساخطك ومن يعصيك، وارزقنا رضاك وحب من يرضيك، واجعلنا بفضلك وإحسانك من عبادك الصالحين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجنتابه، واجعل أعمالنا وأقوالنا وتفكيرنا خالصاً لوجهك الكريم، ومردنا إلى جناتك جنات النعيم، يا ذا الفضل العظيم، والمن الجسيم العميم، اللهم صلِ على محمد وآله.
  وبعد فقد قال الله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}[الأنفال/٧٥]، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}[النساء/١]، وقال تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}[الإسراء/٢٦]، وقال