الباب الثالث في أمهات مسائل أصول الدين التي لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار
  فلو لم يكن نص لقدّمه الفضل
  وأما الإجماع: فقد انعقد إجماع أهل البيت $ على أنه الإمام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بلا فصل، وإجماعهم حجة قاطعة، كما ثبت ذلك في مواضعه.
  المسألة الثامنة: أن الإمام بعد علي # ابنه الحسن #.
  المسألة التاسعة: أن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين @.
  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه في هاتين المسألتين من أربع جهات:
  إحداها: قول النبي ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما»، وهذا الخبر مما أجمعت عليه العترة، وهو نص صريح في إمامتهما @.
  وثانيها: أن كل واحد منهما قام ودعا وهو جامع لخصال الإمامة فاستحقها، بل زادا @ على الأئمة من أولادهما بالعصمة وغيرها من الفضائل.
  ثالثها: إجماع العترة $ على إمامتهما @ بعد أبيهما، وإجماعهم حجة.
  رابعها: أنهما أفضل الأمة بعد أبيهما بإجماع العترة، وأكملها وأكثرها علماً وعملاً وورعاً ونجدةً، وغير ذلك مما يوجب لهما الإمامة من العقل والنقل، مما لا يحتمله هذا الموضع، وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك.
  المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسنين @ في سائر العترة $ فقط، من قام ودعا من أولاد الحسنين، وهو جامع لخصال الإمامة.
  والدليل على حصرها فيهم: الكتاب، والسنة، والإجماع، وحجة العقل:
  أما الكتاب: فقوله تعالى {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة/١٢٤]، ولم تقع العصمة بعد أهل الكساء إلا لجماعة