الباب الثالث في أمهات مسائل أصول الدين التي لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار
  العترة $، إذ كانوا أهلاً للإمامة بتأهيل اللّه لهم، وهذه الآية دالة على إمامة العترة، كما هي دالة على إمامة علي والحسنين $، لأنه قد ثبت أن الأفضل أولى بالإمامة من المفضول.
  وقوله تعالى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}[الحج/٧٨]، أي ولاة وحكاماً على الناس، كما كان الرسول ÷ كذلك.
  وقوله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}[فصلت/٣٢]، وهاتان الآيتان مختصتان بالعترة $، والسابق بالخيرات هو الإمام الشاهر سيفه في جهاد أعداء اللّه تعالى.
  وقوله تعالى {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النساء/٥٩]، والمراد بأولي الأمر هم الذين قد علمتموهم بصفاتهم التي لا تخفى عليكم على لسان نبيِّكم ÷، لأن اللّه تعالى لا يأمر إلا بطاعةٍ معلومة.
  وروى الناصر # عن جعفر بن محمد @ لما سأله أبو مريم عن ذلك فقال: هم علي والحسن والحسين وذريتهم $، ذكر ذلك أبو القاسم البُستي في كتابه الباهر.
  وقوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف/١٠٨]، وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده إلى جعفر بن محمد @ قال: هي ولايتنا أهل البيت، لا ينكرها أحد إلا ضال، ولا ينتقص علينا إلا ختّال.
  وقوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الطور/٢١]، وقوله تعالى {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ}[التوبة/٧٥]، وغيرها من الآيات.