مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل أصول الدين التي لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 99 - الجزء 1

  العترة $، إذ كانوا أهلاً للإمامة بتأهيل اللّه لهم، وهذه الآية دالة على إمامة العترة، كما هي دالة على إمامة علي والحسنين $، لأنه قد ثبت أن الأفضل أولى بالإمامة من المفضول.

  وقوله تعالى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج/٧٨]، أي ولاة وحكاماً على الناس، كما كان الرسول ÷ كذلك.

  وقوله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[فصلت/٣٢]، وهاتان الآيتان مختصتان بالعترة $، والسابق بالخيرات هو الإمام الشاهر سيفه في جهاد أعداء اللّه تعالى.

  وقوله تعالى {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}⁣[النساء/٥٩]، والمراد بأولي الأمر هم الذين قد علمتموهم بصفاتهم التي لا تخفى عليكم على لسان نبيِّكم ÷، لأن اللّه تعالى لا يأمر إلا بطاعةٍ معلومة.

  وروى الناصر # عن جعفر بن محمد @ لما سأله أبو مريم عن ذلك فقال: هم علي والحسن والحسين وذريتهم $، ذكر ذلك أبو القاسم البُستي في كتابه الباهر.

  وقوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}⁣[يوسف/١٠٨]، وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده إلى جعفر بن محمد @ قال: هي ولايتنا أهل البيت، لا ينكرها أحد إلا ضال، ولا ينتقص علينا إلا ختّال.

  وقوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور/٢١]، وقوله تعالى {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ}⁣[التوبة/٧٥]، وغيرها من الآيات.