مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل الله عالم بما هو كائن من خلقه قبل أن يخلفهم]

صفحة 59 - الجزء 1

  عباده، والطعن على كتابه، وقد أجبتُه بما حضرني من الجواب، على أن في كتابه مع العيب الأول عيوباً كثيرة، وفساداً من اللغة، وسوء تأدية في اللفظ، وأمراً من القول غير محكم، وتكريرا في المسائل لا وجه له، فقد جمع كتابه كل عيب، فالله المستعان.

  وقد تحملتُ على ذلك على ما قد علمت من علّتي، واشتغال قلبي، واشتراك ذهني في وقتي هذا، لئلا يظنوا أنا عجزنا عن جوابهم، أو قطعَنا احتجاجهم، أو بهزنا تسطيرهم، أو كبُر علينا الرد عليهم، وبالله نستعين، وعليه نتوكل، وإليه نرغب في الثبات على طاعته، والنصرة لدينه، والقيام بحقه، والذبَّ عن عدله وتوحيده، والمضادّة لمن عَنَدَ عنه، وألحد في صفته، وشبهه بخلقه، وجوّره في حكمه، ومال بالحق إلى غير أهله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

  فكان أول ما قال، وابتدأ به من السؤال، وافتراه من الضلال، أن قال: سل القدرية أهل الفراء والكذب على الله ø؟

  فنحن نقول رادّين عليه: على القدرية أهل الكذب والفراء على الله لعنةُ الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين.

[هل الله عالم بما هو كائن من خلقه قبل أن يخلفهم]

  ثم قال: أليس قد علم الله ما هو كائن من خلقه قبل أن يخلقهم؟!

  فإن قالوا: بلي.

  فاسألهم: هل أراد الله أن يكون منهم غيرُ ما علم أنه كائن منهم؟!

  فإن قالوا: نعم