[إلزام لا مفر منه]
  وإن قالوا: لا يُلزمه الله ø حجة، ولا عليه عذاب بما علم الله ø من نكاحه لأخته، تركوا قولهم وبطل اعتلالهم علينا بالعلم، وفُلجوا وانقطعت حجتهم.
  ثم نقول لهم أيضاً: خبّرونا عن حجة لا تنفع المحتجّ بها في الدنيا، ولا تنفعه في الآخرة، هل للاحتجاج بها معني؟!
  فإن قالوا: نعم، قد يجوز أن يحتجّ المحتج في الدين بحجة لا تنفعه في الدنيا ولا في الآخرة، فلا بأس بذلك، خرجوا من المعقول، وصاروا ضحكة عند الناس، لأن هذا كلامُ من لا عقل له، ولا معرفة عنده.
  وإن قالوا: إن من احتج بحجة في الدين لا تنفعه في الدنيا ولا في الآخرة، جاهل مخطئ لا تجوز حجته.
  قلنا لهم: صدقتم، هذا هو الحق وهو قولنا.
  فيا تقولون في رجل أُتِي به إلى إمام هدىً عدلٍ ممن أوجب الله ø طاعته، فشهد عليه أربعة شهود عدول بالزنا على الإيلاج والإخراج، ما يكون حكم الإمام عليه؟
  فإذا قالوا: لا بد أن يقيم عليه الحدّ.
  قلنا لهم: فإن احتج عند الإمام أن الله ø قد علم منه أنه يزني، وسأله أن لا يجلده لما علم الله منه، ما كان ذلك الإمام فاعلا في حجته؟ هل يخلّيه من إقامة الحد، أم يُنفذ الحد عليه؟ والحكم الذي في القرآن، أم يكف عنه ويخليه لحجته؟!