[هل الله عالم بما هو كائن من خلقه قبل أن يخلفهم]
  فقل: اليس قد أراد أن يكون غيرُ ماعلم، وكره أن يكون مايعلم؟
  فأن قالوا: نعم.
  فقل أخبروني عمن أراد وأحب أن يكون غيرُ ماعلم إله هو؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل اليس إلهكم يحب ويريد أن يكون في سلطانه ما لايعلم، ولا يريد أن يكون، ولا يجب إن يكون الذي يعلم؟!
  فقل: فإنكم تصفون إلهكم أنه يريد أن يكون جاهلاً لا يعلم، وسينقطع كلامهم هاهنا وينقطع الجواب فيه، ويركبون منه مايُدخلهم في الشرك بالله العظيم، لأنه من زعم أن الله يحب أن يكون جاهلاً فهو مشرك، وهو يخرجهم إن أجابوا فيه إلى غير منتهى مرد أهل القبلة.
  وإن قالوا: لم يحبّ ولم يرد أن يكون غير ما يعلم، وإنما أراد وأحب أن يكون ما يعلم أن يكون ما يعلم أنه كائن، فقد أراد وأحب أن يكون المؤمن مؤمناً، والكافر كافراً كما علم، وهذا هو قولنا، وليس لهم من أحد الوجهين بدّ، فليركبوا ماشاؤوا منها.
  الجواب قال أحمد بن يحيى $: (أول ما نبتدئ بالرد عليه، قول الله ø: {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[الاعراف ١٦٩]، وكل ما اعتقده على الله عبدالله بن يزيد البغدادي لمحال باطل، لايليق لذي لبّ قوله، ولا الأخذ منه).