[شبهة لو شاء الله لآمن الناس كلهم]
صفحة 196
- الجزء 1
  ألا ترى كيف هذا القول يوجب عليهم الظلم، ويوجب براءة الله ø من أفعالهم كلها، لما ينسب إليهم من ظلمهم، ولا ينسب شيئاً منه إلى نفسه، جل عن ذلك ربنا، وتعالى علوا كبيرا!
  وأما التقييض الذي ذكر ø وما كان مثله في جميع القرآن، فإنما هو عقوبة بعد استحقاق، لا عقوبة بلا جرم، ولو كان ذلك لم يصحّ قوله ø: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}[فصلت]، وقوله: {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ١٧}[غافر]، وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات].