[هل من أراد أن يكون في سلطانه غير ما يعلم إله؟]
  ثم نسألك فنقول لك: أخبرنا عن فعل المشركين الذي زعمت أنه خلقُ الله وإرادته، هل هو حسن أم قبيح؟!
  فإن قلت: إنه حسن - زعمتَ - وجب عليك أن الفراء على الله والكفر به حسن!
  وإن قلت: إنه قبيح، رجعت عن قولك إلى قولنا بالعدل.
  فإن قال قائل منكم او من غيركم: فقد خلق الله المشركين وهو لا يحبهم؟!
  قلنا له: إن بغضاء الله للمشركين لم تكن منه إليهم إلا بعد ما استحقوا ذلك منه، واستوجبوه لشركهم، فأما قبل ذلك وهم أطفال، فلا يجوز أن يبغضهم، بل يرحمهم ويُجري عليهم نعمه، ويعطف عليهم الآباء والأمهات، وقد قال سبحانه لنبيه ÷: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء].
  ومن الحجة عليك أن نقول لك: هل أراد الله ø من الخلق انفاذَ ما أمرَ بتركِ ما علم، أو ترك ما أمرَ بإنفاذِ ما علم؟
  فإن قلتَ: أراد الله ø من الخلق إنفاذ ما علم بتركِ ما أمر، لزمك أن ترك الملائكة والرسل وجميع من أُرسلوا إليه من الأمم ما أمر ø به من جميع الطاعات كلها أصلح وأوفق، وأنه أراد أن لا يرجعوا عما علم أنهم يختارون من عبادة الأصنام والشرك وجميع المعاصي.
  وإن قالوا: أراد الله من الخلق انفاذ ما أمر بترك ما علم، رجعوا عن قولهم وصاروا إلى قولنا، وغُلبوا وفُلجت حجتهم، وذلك هو الحق وهو قولنا، لأن الله