[هل أراد الله أن يؤمن الناس جميعا]
  وقلت أنت يا عبد الله بن يزيد البغدادي، ومن قال بقولك من الجهَّال بدين الله ø وبعدله، مِن شتمه وتكذيب رسله، وقتل أنبيائه، والجحود لكتبه، وسفك دماء الأنبياء وأئمة الهدى $، وجميع ما أسندتم من الفواحش والردي، والزنى والربا، واللواط والخنا، والخمور والملاهي، والغناء والتعطيل، والشرك الذي لا يُرضى، وجميع المعاصي التي أوجب الله جل ثناؤه على من فعلها النارَ والخلود في العذاب المقيم، وما أسندوا إليه أيضاً من حملهم على نكاح الأمهات والأخوات والبنات، وأخذ الأموال، وقطع الطرق، وغل الزكوات، وشهادات الزور، والتعطيل، وغير ذلك من جميع الظلم والعدوان والمنكر، وجميع ما حرّم الله ورسوله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم.
  فإن كان ذلك كذلك، فأنتم معذورون، وليس عليكم فيها اضطررتم إليه تباعة ولا حجة، ولا إثم في الدنيا ولا في الآخرة، إذ كان المضطر عند الله ø معذوراً وغير معذّب، وإلا فهلمُّوا لنا حجةً يصدّقها القرآن، أنّ على المضطر الذي لا يستطيع ترك ما اضطره الله إليه حرجاً أو عقوبة، أو إثماً أو عذاباً، أو وزراً في الدنيا أو في الآخرة.
  وقد أعلمنا الله جل ثناؤه بعيب المجبرة، وفريتهم عليه، وبراءته من فعلهم، وإلزامه إياه ظلمهم وكذبهم، فقال ø يصف الكفار فيها أسندوا إليه، مما كذبوا فيه عليه: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}[آل عمران]