مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل أراد الله أن يؤمن الناس جميعا]

صفحة 71 - الجزء 1

  فهذه شهادة الله ø، وهذه حجته القاطعة عليهم، وقد أعلمنا ø أن الكذب ليس من عنده، وأعلمنا أن القوم الذين قالوا: إن الكذب من عنده كذبوا عليه.

  [من هم القدرية]؟

  وأنت يا عبد الله بن يزيد البغدادي تضع علينا الكتب في إبطال هذا البرهان والحجة القاهرة، وتسمينا: أهل الفراء والكذب على الله، واتخذ أصحابك قولك المعاند للقرءان ديناً وحجة على أهل العدل المؤمنين، وتركوا كتاب الله جل ثناؤه الذي هو شفاء لما في الصدور، والمدحض لكل غرور، وقد سمعوا الله ø يقول: {وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ٧٨]، فقالوا - مكابرةً للعقول -: بل هو من عند الله، وقوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}⁣[النجم: ٢٣]، وقوله ø: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٠٣}⁣[المائدة].

  انظر كيف يحملهم الجهل، وقلة النظر، والبغض لأهل العدل، على الخروج من واضح القرءان، ومن فئة الاسلام، بردّهم للقرآن بعد ما تبين، فأيّ كفر أو جحود، او مكابرة أو فرية، أعظم أو أشنع، أو أكبر عند الله ø؟! من أن يقول الله جل ثناؤه: ليس من عندي وأنا منه بريء، وليس هو في علمي. وتقول المجبرة: بل هو من عندك! وأنت قضيته علينا! فشهدَتْ على الله ø بالزور، وردَّت عليه قوله، وكذَّبت كتبه، والحقت به وأسندت إليه ما ليس من عنده، وجعلت كبراءَها وأسلافها اصدق عندها من الله ø ومن كتابه المبين.