مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]

صفحة 13 - الجزء 2

  في سبيل الله، فلم يفعل وأنفقها في سبيل الشيطان، لأن هذا هو الحق والعدل.

  قلنا لك: فقد لزمك الرجوع عن قولك، وبطلت دعواك، وبرأت الرجل صاحب الألف الدينار من أمر لم تبرئ منه ربك، وأضفت إليه ما برأت من عيبه وقُبح ذكره الرجل!

  وحسبك برجل هذا مبلغ علمه وعقله، واعتقاده في توحيد بارئه الذي خلقه ولم يكن شيئا، وادّعى - زعم أنه موحد وهو عين الملحد.

  والله ما قال بالجبر قط من عرف الله بالوحدانية! قال الله ø: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}⁣[الأنعام: ٩١].

  كيف يوحد الله من شبهه بالجائرين؟! وكيف يرد الله ø من شبهه بالشيطان الرجيم؟!

  وكيف يوحد الله ø من زعم أنه يقضي قضاء المفسدين السفهاء الجاهلين؟!

  وقال القائل يصف العدل بما لا يخرج في العقول والحكمة غيره، وقد قال رسول الله ~ وعلى آله وسلم: «إن من الشعر لحكمة».