[هل رضي الله عن كل شيء علمه]
  فاسمعوا عباد الله إلى ما قلنا، وافهموا ما شرحنا، وبه احتججنا، ثم انظروا الأنفسكم وميّزوا بعقولكم، فإن الإقدام على النار الخطر الكبير العظيم، والهول الجسيم، والحسرة الباقية، فما بعد هذا الاحتجاج والبيان إلا اتباع الهوى، والميل عن الهدي، بلا حجة ولا برهان، فـ {اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١١٢}[المائدة].
[هل رضي الله عن كل شيء علمه]
  ونسأل عبد الله بن يزيد البغدادي هل رضي الله ø كل شيء عَلِمَه، أم رضي بعضَه وسخط بعضَه؟!
  فإن قال: رضي بعضَه وسخط بعضه، رجع عن قوله وصار إلى قولنا بالعدل، ونَفَي الجور والجبر، وخلق أفعال العباد، إذ زعم أنه قد كان من العباد شيء لم يرضه الله سبحانه، وهذا هو الحق وهو قولنا.
  وإن قال: إن الله ø قد رضي كل شيء عَلِمه، من بّر أو فجور، أو كفر أو غرور، ولا يكون - زَعَمَ - إلا ما يرضى ويحب من البر والفجور، فحينئذٍ صار من حزب الشيطان.
  ثم يقال له عند ذلك: هل يسمع العباد في دين الله ø الذي افتُرض عليهم، أن لا يرضوا ويحبّوا ويريدوا لله ø وللرسول صلى الله عليه، ما رضي الله ø وأحب وأراد وشاء لنفسه ولنبيه صلى الله عليه؟!
  فإن قالوا: لا يسعهم إلا ذلك، ولا يجوز لهم في الدين غيره.
  قيل لهم: أليس ترضون وتحبون وتريدون وتشاءون أن يؤذَي الله ورسوله والمؤمنين، وأن يقال الله ø: إنه اتخذ ولداً، وإنه ثالث ثلاثة، وإن نبيه صلى الله