[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  الحمد لله الذي لا يحويه قُطر، ولا يُفنيه دهر، ولا يجري عليه عصر، ولم يسبقه خلف ولا أمام، ولا يمين ولا شمال، ولا فوق ولا تحت، المحدث للأشياء من غير شيء مخترِعاً، والموجد للبرايا كلها بغير كلفة مبتدعاً، لا بطويّة إضمار، ولا بروية أفكار.
  وهو الواحد الجبار، والعزيز القهار، والحمد لله الواحد ذي البرهان، والأول ذي السلطان، والكائن قبل الدهر والحدثان، وقبل الأين والأوان، وقبل الجسم والزمان، وقبل الحَرُور والأكنان، وقبل الجن والإنسان، وقبل الجماد والحيوان، وقبل السماوات والأقطار، وقبل الليل والنهار، وقبل الظُّلَم والأنوار، وقبل الأرض والبحار، وقبل الأنهار والأشجار، وقبل الهواء والقرار، وقبل الرياح والأمطار، وقبل الفلك الدوار، وقبل الشمس والقمر الساري، وقبل النجم الزهَّار، والفُلك الجواري.
  مبتدع البرايا بلا ظهيرٍ قَدِم، ولا معين عُلِم، ولا مثالٍ انتُظِم، ولا تكليف تجُشَّم، ولا حركة تؤلم، ولا نَصَب يُسئِم، ولا خوف ضِدًّ يهجم، ولا منافر يقاوم، ولا حاجة تلزم، ولا صرف بنتجم، ولا لأمر مهم، ولا لأنسٍ من وِحدة، ولا التكثُّر من قلة، ولا لتعزز من ذلة، ولا لتمنّع من وحشة، ولا لخوف من نازلة، ولا لفاقة إلى فائدة، إلا إظهاراً للقدرة، ودلالة على الوحدانية، وإبانة للقوة