مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[كتاب عبد الله بن يزيد البغدادي]

صفحة 58 - الجزء 1

[كتاب عبد الله بن يزيد البغدادي]

  وصل كتابك يا أبا محمد - أعني: ولينا عبد الله بن عمر - أتم الله نعمه كاملة عليك، وأرشدك لطاعته، ونجاك من سخطه بمنه وقدرته، تذكر - أرشدك الله - أنه ألقي إليك كتاب من بعض أهل الجبر والفِرية على الله تبارك وتعالى، وهو كتاب عبد الله بن يزيد البغدادي، الذي وضعه لأهل رأيه، بما سطر لهم، وموَّه عليهم، واحتج على أهل العدل المؤمنين، بزخرف من القول لا يجوز عند المسلمين، وسماهم قدرية ومفترين على الله جل ثناؤه، وأعلم أصحابه في كتابه أن الحق معه وفي يده دون غيره، وليس هو ولا أصحابه بأول من أعجبته نفسه، وظن أنه على شيء، ثم ذمّه الله جل ثناؤه وأبطل قوله وفعله، قال الله ø يصفه ومن كان مثله من أشكاله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥}⁣[الكهف]. وقال: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٨}⁣[المجادلة].

  وقد قال المشركون تعجباً من النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأخيار وسلم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ٥ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ٦ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ٧}⁣[ص].

  وقد نظرت - كرَّم الله عن النار وجهك - في كتاب المجبر عبد الله بن يزيد البغدادي، وأتيت على معرفة ما قال، وما نسب إلى الله جل ثناؤه، من الجور على