[هل قضى الله بفساد اليهود حتمأ]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: أخبرونا عن العلم؟
  وقد أجبناه بما فيه الكفاية في أول كتابنا هذا وفي آخره.
[هل قضى الله بفساد اليهود حتمأ]
  ثم قال أيضا: سلهم عن قول الله ø: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}[الإسراء: ٤]. ثم قال: {وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥}[الإسراء: ٥]، أخبروني ما يعني بهذا؟
  فإن قلنا له: - زعم - قضى عليهم ذلك، فقد أعطيناه - زعم - أن الله ø عما قال، قضى الفساد في الأرض، ونحن - زعم - نقول: إن الله جل ثناؤه لم يقض الفساد، وإن من قضى الله عليه شيئا فإنه لا يعذّبه بذلك القضاء، هذا قولنا - زعم.
  ولعمر الله إنه لكما قلنا، وإنه لاعتقادنا، فإن أعطيناه - زعم - أنه قضى عليهم الفساد، فقد تركنا كلامنا - زعم.
  وإن قلنا: أَخبَرَ أن بني إسرائيل يفسدون في الأرض مرتين، فقد صدقنا - زعم - وذلك عنده هو العدل، أن يكون الله سبحانه قضى على بني إسرائيل الفساد.
  ثم قال: أخبرونا الآن هل كان بنو إسرائيل [يستطيعون أن لا يفسدوا؟
  فإن قالوا: نعم، يلزمهم أن يكون ما] في هذا الخبر الذي أخبرنا الله عنهم باطلاً لأنهم كانوا يستطيعون أن لا يكون منهم ما أخبر الله أنه كائن منهم، فهم يستطيعون أن يكون خبره باطلاً وكذباً، فهذا - زعم - قول عظيم، تعالى الله عنه علوًّا كبيراً.
  وإن قالوا: إنهم لا يستطيعون أن يكون [غير] الذي أخبر به، فهم إذاً