[شبهة لو شاء الله لآمن الناس كلهم]
[شبهة لو شاء الله لآمن الناس كلهم]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله ø: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ٣٣}[الزخرف]، أليس لو جعل ذلك على الايمان لأمن الناس كلهم جميعا، كما أنه لو جعله للكافرين لكفروا كلهم، ولو جعله للمؤمنين مع الثواب في الآخرة لكان الناس أجدر أن يؤمنوا كلهم؟
  فإن قالوا: بلى.
  فقل: ما منعه أن يفعل ذلك؟
  فإن قالوا: لم يُرِده.
  فقل: أفليس لم يرد الله أن يؤمنوا جميعاً، ولم يرد أن يجعل ذلك للكفار فيكفر الناس جميعا؟! وهذا باب ليس فيه جبر، لأنه لو فعل ذلك لم يكونوا مجبورين، لجعله للمؤمنين لبيوتهم السُّقُف من الفضة والمعارج، أفليس لم يرد الله أن يؤمنوا؟!
  فإن قالوا: بلى.
  فقل: قد أقررتم بأن الله ø لم يرد أن يؤمن الناس جميعا ولم يرد أن يجعل ذلك للكفار فيكفروا جميعا!
  فإن قالوا: نعم، فقل: هذا قولنا، إنه لم يرد أن يؤمنوا جميعا ولا يكفروا جميعا، لأنه قد علم أن منهم من يكفر، ومنهم من يؤمن، فلم يرد أن يكون ما علم [على]