[هل أراد الله أن يؤمن الناس جميعا]
  ø أراد من خلقه إنفاذ أمره الذي جاءت به رسله وكتبه، والدعاة إليه من أئمة الهدى $، وأن يتركوا قبيح ما علم أنهم يختارونه بأهوائهم ويقدرون على تركه باستطاعتهم المركبة فيهم، ويرجعوا إلى احسن ما علم أنهم قادرون على فعله، باستطاعتهم المركبة فيهم، المخيَّرين فيها، وقد قال ø في محكم كتابه ما يصدّق قولنا، ويشهد لحجتنا: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢}[الإسراء]، لعلمه أنهم يقدرون على ترك الزني، ثم قال ø: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[الزمر: ٥٥]، لعلمه أنهم يقدرون على ذلك، ومعهم عليه الاستطاعة والقوة.
[هل أراد الله أن يؤمن الناس جميعاً]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم هل أراد الله وأحب أن يؤمن العباد جميعا؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أليس قد أراد وأحب أن يكون غير ما يعلم، لأنه قد علم أنهم لا يؤمنون جميعاً، فقد أراد وأحب أن يكون غير ما علم؟
  فإن قالوا: نعم.
  فقل لهم: أرأيتم الذي لا يعلم ما يكون، إله هو؟
  فإن قالوا: لا، الذي لا يعلم ما يكون فليس هو بإله، لأن الذي يجهل ما يكون ليس بعالم، وهذه صفة الخلق.
  فقل لهم عند ذلك: صدقتم، أفليس بواجب أن من يكون في هذه الصفة فهو غير إله؟!