[شبهة في قوله، {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}]
[شبهة في قوله، {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}[الأنعام: ١٢٥]، ما يعني بذلك؟ فإنهم يزعمون أن الله لا يريد أن يُضل أحداً، وأن من وصف الله بهذا فقد وصفه بالظلم! فسلهم عن قول الله ø في هذه الآية: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}؟ أليس إنما يقول: إن من أراد الله أن يضله يجعله كذلك؟
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أفليس الله يقول ذلك، ويصف نفسه بذلك؟
  فإن قالوا: إن الله لا يصف نفسه بهذا.
  فقل: فما يعني بذلك؟
  فإنهم لن يجدوا حينئذٍ بدًّا من أن يقولوا: إن الله قدير أن يضلّ العباد بلا ظلم منه لهم، وإنما وصف ذلك من نفسه، لأنه قد أضلّ قوماً بما علم أنهم يفعلونه، فذلك العدل، فقد تركوا حينئذ قولهم.
  الجواب قال أحمد بن يحيى ª: وسألت عن قول الله ø: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}[الأنعام: ١٢٥]، وقد أعلمناك أنك لم تَلقَ العلماء، ولم تعرف تأويل الكتاب، وإنما سمعتَ جاهلاً مثلك فاخذت عنه دينك تقليداً بلا تمييز ولا كشف، ولا سؤال لأهل الذكر، الذي أمرك الله ø أن تساهم، فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧]،