[شبهة في قوله، {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}]
[شبهة في قوله، {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}[المائدة: ٤١]، ما يعني بذلك؟
  فإن قالوا: إن الله لم يرد تطهير قلوب بعض العباد، فذلك العدل قد أقروا به.
  وإن وجّهوا تأويلها على غير هذا، فسلهم أليسوا يستطيعون أن يكون منهم ما لم يرد الله أن يكون؟
  فإن قالوا: بلى.
  فقل: أفليس قد يريد الله أن يكون أمر، ويريد إبليس أن يكون غيره، وإرادتها فيه على وجه واحد، ليس على وجه جبر ولا قسر، فيكون ما يريد إبليس أن يكون، ولا يكون ما يريد الله أن يكون؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: لِمَ ذلك، أمِن عجز من إرادة الله، وقوة من إرادة إبليس؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أفليس قد يريد الله أن يكون أمر على وجه، ويريد إبليس أن لا يكون ذلك الذي أراد الله على وجه ما أراد الله، وإرادتهما على وجه واحد، فيكون ما يريد إبليس ولا يكون ما يريد الله أن يكون؟
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أليس قد أراد الله وأحب أن يكون ما أراد أن يكون، ولم يرد ولم يجب أن