[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]
  لا يأمر بالجور ولا يرضاه، ولا يقضي بالفساد، ولا يخلق أفعال العباد، ولا يقدّر عليهم العبادة للأنداد، ولا الموالاة للأضداد، ولا قتل أهل الرشاد، ولا القول بالالحاد، ولا ما ادّعوا عليه من الصواحب والأولاد، قدوس قدوس، رب العرش العظيم!
[شبهة في قوله {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}[هود: ١٠٧، البروج: ١٩]، أليس هو فعَّال لذلك؟!
  فإن قالوا: بلى.
  فقل: أفليس قد أراد أن يكون الناس جميعاً مؤمنين؟
  فإن قالوا: بلى.
  فقل لهم: فما لهم لم يكونوا كما أراد الله أن يكونوا؟
  فإن قالوا: إنه لم يرد أن يكونوا مؤمنين إرادة قسر، وإنما أراد أن يكونوا مؤمنين على وجه التفويض إليهم.
  فقل لهم عند ذلك: أليس لله إرادتان و محبتان:
  إحداهما: لا تكون كا اراد أن تكون.
  والأخرى: تكون كا اراد وأحب؟
  فإن قالوا: بلى.