مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {وأما ثمود فهديناهم}]

صفحة 281 - الجزء 1

[شبهة في قوله، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}]

  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}⁣[فصلت: ١٧]، أخاصة هي لثمود، أم عامة للناس؟!

  فإن قالوا: إنها خاصة لثمود.

  فقل لهم: فأخبروني عن من لم يخصّه الله بالهدى، أيستطيع الهدى ولم يخصّه الله به ولم يعطه إياه؟

  فإن قالوا: نعم.

  فقل لهم: إذاً يستطيعون أن يأخذوا ما يمنعهم الله إياه؟

  فإن قالوا: نعم.

  فقل: فهم إذاً أقوى من الله، حين يستطيعون أن يأخذوا ما يمنعهم الله إياه، وإن لم ينفذوا هذا وفرّوا منه، وقالوا: إنها عامة للناس جميعاً.

  فقل: أفليس قد هدى المشركين إلى ما هدى إليه المؤمنين؟

  فإن قالوا: نعم.

  فقل: قد هداهم الله ø جميعاً.

  [فإن قالوا: إنما] يعنون قد دعاهم جميعاً.

  فقل: إنالانسألكم عن هذا، هذا عدل، ونحن نقول: إن الله قد دعا الناس جميعاً، وذلك معنى هذه الآية، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}⁣[فصلت: ١٧]، يعني: