[شبهة في قوله، {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}]
[شبهة في قوله، {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قوله ø: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}[آل عمران: ١٧٨]، أليس قد أراد الله أن يملي لهم ليعصوا، أفليس قد أراد الله أن يملي لهم لتكون المعصية؟
  فإن قالوا: بلى.
  قل: أفليس قد أراد الله ø أن يملي لهم لما هو شرٌ لهم، لأن الإثم شر لهم من الطاعة، فقد صنع الله بهم ما هو شر لهم، لأن الإملاء شر لهم، لأنهم يزدادون إثماً؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: فقد أراد الله لبعض العباد أن يكون منهم الشر لما علم منهم؟
  فإن قالوا: نعم، فقد تركوا قولهم: إن الله لا يريد بالعباد ما هو شر لهم، ودخلوا في قولك.
  وإن قالوا: إن الإملاء والإثم خير لهم.
  قل: أفليس المعصية خيرا للعباد، والمعصية خير لهم من الطاعة، وثواب المعصية خير لهم من ثواب الطاعة، وإنما نعني الذين أملي الله لهم ليزدادوا إثماً!
  فإن قالوا: نعم، إن المعصية خيرا لهم من الطاعة، فإن الله ø يكذّب قولهم بقوله: {أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الحج: ٧٢]، وبقوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}[آل عمران: ١٨٠]، وأشباه هذا من كتاب الله ø.