مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل رضي الرسول من الكفار بما رضي الله منهم]

صفحة 83 - الجزء 1

  لزمهم أنهم قد رجعوا عن قولهم وأقرّوا لنا بقولنا، ولا بُد لهم من جوابنا في هذا الباب والإقرار به، أو الكفر بالآية.

  وإن قالوا: عنى به الملائكة والأنبياء والمرسلين، كفروا بالله صراحاً، وخرجوا من دين الإسلام. وإنما لزمهم ذلك لأن من قولهم إن كل شيء عمله العباد فبقضاء الله وقدَره، وإرادته ومحبته، ومشيئته وخلقه لذلك الفعل منهم، فبهذا لزمهم الكفر، وأكذبتهم الآية قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ}⁣[محمد: ٢٨].

[هل رضي الرسول من الكفار بما رضي الله منهم]

  ثم نسأل عبد الله بن يزيد البغدادي هل كان رسول الله ÷ يرضي من الكفار بما رضي الله منهم؟! أم دعاهم إلى ما لا يرضى الله سبحانه ولا يريد؟!

  فإنه لا يستقيم لهم في قولهم الذي يعتقدون إلا أن يقولوا: إن النبي ~ وعلى آله دعا العباد إلى ما لا يرضى الله ولا يريد، ولا يشاء ولا يحب، وإن الشيطان وفرعون وهامان وأتباعَهم كانوا يدعون العباد إلى ما أحب الله ورضي، وشاء وأراد، وقضى وقدّر، وخلق من فعل العباد، من عبادتهم للأوثان، وشتمهم الله ورسوله والمؤمنين والمؤمنات، وقتلهم وظلمهم!

  فأي العبدين أحب إلى الله ø وأكرم عليه؟! أعبدٌ يدعو الناس إلى ما لا يجب ولا يريد، ولا يرضى ولا يقضي، ولا يقدّر ولا يخلق؟! أم عبد يدعو الناس إلى ما أحب الله ورضي، وشاء وقضى، وقدّر وخلق من فعل عباده؟!

  فيجب في قولهم - رَاغِمين - أن الشيطان وفرعون وأبا جهل بن هشام وقارون