[شبهة في قوله، {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}]
[شبهة في قوله، {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف]، و {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ٢٠}[هود] وأشباه هذا في كتاب الله ø، وليس لهم في وجهٍ أخذوا فيه من الوجوه راحة، فألزم كلّ مسألة على وجهها ومعناها وحدها، فإنهم لن يفيدوا لك وجهاً خالفوا فيه العدل، وستردّهم إلى قولك، أو تنكسر عليهم وجوههم التي وضعوها، لأنها جاءت من غير الله ø.
  الجواب قال أحمد بن يحيي ~ وعلى آبائه الطاهرين: وسألت عن قول الله ø: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف]، لجهلك باللغة، وعجزك عن العلم بتصريفها في اللسان العربي عند العرب، الذين خاطبهم رسول الله ÷ بلسانهم، وذلك قول الله جل ثناؤه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}[إبراهيم: ٤]، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ}[الشعراء: ١٩٥].
  وقال الله ø يحكي عنهم يوم القيامة: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف]، يعني تبارك وتعالى بذلك: انهم كانوا لا يبصرون الحق، ولا يميلون إليه بقلوبهم، ولا يريدونه بشيء من حواسهم، ولا يصغون إليه بآذانهم، ولا يريدون أن يسمعوه باختيارهم، وإعراضهم وكراهيتهم للحق واستماعه.
  وهم في ذلك يقدرون أن يسمعوا وينصتوا إليه لو أرادوا، لأن الله جل ثناؤه لم يحمل بينهم وبين الاستماع، وقد قال ø: {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا